بعد 6 جولات من الدوري المحلي وجولة أولى في الربع الآسيوي، هل نستطيع أن نرسم ملامح الهلال الأولى هذا الموسم؟ وهل بإمكاننا أن نتعرف على قناعات المدرب الفرنسي الجديد التقنية و التكتيكية و هل هناك بصمة فنية قادمة ؟
سنحاول استقراء الأرقام أولا علها تمنحنا استنتاج بعض المؤشرات، و نستسمح في ذلك ملك الأرقام و موسوعة الإحصاء و التأريخ زميلنا العزيز سلمان العنقري، ثم نبحر مع التشكيلة و الشاكلة ضمن رؤية فنية تقربنا مما يسعى إليه كومبواريه، و إلى قدرة الكتيبة الزرقاء على تنفيذ و تطبيق هذا المعطى الفني .
الأرقام و المؤشرات:
في الجولات الـ6 الأولى للدوري سجل الهلال 16 هدفا و هو أقوى هجوم بعد الشباب(17 هدف)، في حين دخل مرماه 7 أهداف، أي يتقاسم مع الفتح درجة أقوى دفاع لأن الشباب استقبل مرماه 9 أهداف، و هذا الإحصاء يخص الـ3 التي تتصدر الترتيب العام الفتح والشباب والهلال لأن الاتحاد له مباراة ناقصة والأهلي له مباراتان ناقصتان.
و لو التجأنا لحساب النسبة العامة أي الفائض بين ما سجله الفريق و بين ما دخل مرماه، نجد الهلال له زائد 9 و يسبق الشباب بزائد 8 و الفتح بزائد 6.
أما حساب النسبة العامة لقيمة التسجيل في كل مباراة، سنجد أن الشباب يتصدر بنسبة 2.83 و الهلال بعده بـ 2.66.
أما نسبة ما دخل المرمى فإن الهلال يتساوى مع الفتح بنسبة استقبال 1.16 هدف في كل مباراة، و نجد أن الهلال سجل في كل مباريات الدوري مثله مثل الشباب والفتح، ويختلف عليهما الهلال أنه حتى الآن هو صاحب أقوى حصة فوز في الدوري، حيث انتصر على نجران 6 – 0، بينما نجد أن أقوى حصة تليها هي للأهلي على الشعلة 5 – صفر .
و يتساوى الهلال مع الشباب بخسارة واحدة، في حين أن الفتح لم يخسر حتى الآن، بينما سجل الهلال تعادلين و سجل الفتح و الشباب تعادلا واحدا لكل منهما .
ولعل هذه الاستقراءات تؤكد أن الهلال أطل ببداية سيئة، تعادل مع هجر و بعدها مباشرة خسر مع الفتح، و حتى عندما انتفض انقض على نجران وابتلعه بحصة مرعبة، كان ذلك بإمكانه أن يكون مؤشرا على البداية القوية الحقيقية و هذا ما توقعه الجميع، لكن نتفاجأ بعدها بعودة الهلال للتعادل مع الاتفاق هذه المرة، فأعادنا جميعا لأول السطر، حتى خشي عليه عشاقه من أن يتأثر في لقائه الكلاسيكو و التاريخي أمام النصر، لكنه يفاجئ الجميع بمستوى راق و بنتيجة الفوز 3 – 1 ، على أنه بعد ذلك عاد ليفوز على الشعلة بعد أن حبس أنفاس الجميع .
و هذا لا يدل سوى على التأرجح على الصعود و الهبوط، و على عدم الاستقرار في قوة و مناعة الفريق ليضع عشاقه ضمن دائرة الشك، فلم يعد أحد يعرف ماذا سيحدث في اللقاء القادم و مع أي خصم هل سيفوز، هل سيتعادل هل سيكتسح و ربما قد يخسر، لكنها عموما حصيلة لا بأس بها مع بداية جديدة مع مدرب جديد و عناصر أخرى عائدة و جديدة .
كومبواريه و القناعة الفنية:
أما قناعة المدرب الفرنسي التقنية و التكتيكية فقد اتضحت خلال الجولات الـ6 الأولى زائد مباراة الربع الآسيوي .
يلعب كومبواريه بشاكلة 4 – 2 – 2 – 2 عندما تقترب خطوطها تصبح كشاكلة 4 – 4 – 2 باعتماد خط خلفي رباعي، لا يتخلى فيه أبدا عن ماجد المرشدي رغم الانتقادات ورغم بعض الأخطاء، بمعنى أنه لم يقتنع بأي بديل من الموجودين في الفريق كما أنه لم يجرب كثيرا ياسر الشهراني في الظهير و دفعه للوسط الرابط، و لم يقتنع بوجود سلمان الفرج في الظهير أيضا كما اقتنع به بعض المدربين السابقين وفضله في مركزه الصحيح و الحقيقي في وسط الميدان الدفاعي، كما اتضح أنه مقتنع جدا بوجود الزوري في اليسار وسلطان البيشي في اليمين رغم عودة نامي، و طبعا قادر مانجان كقفل للدفاع .
و يؤكد كومبواريه من خلال وسط الميدان الدفاعي أنه مقتنع بلاعبين في المحور، سلمان و هرماش أو القرني و هرماش و نجد أمامهما رجلي وسط يحاول دائما أن يكونا من الوسط الهجومي، سواء بعبد العزيز ثم سالم الدوسري، و نعرف جيدا أن سالم مهاجم صريح كجناح لاتيني يذهب لعصا الركنية و يرفع، أو كجناح مزور بإمكانه التعمق و المشاركة سواء في المناورة و التسديد أو الاختراق.
و نجده جرب الشلهوب و لأن المبدع الموهوب مازال يفتقد لبعض اكتمال اللياقة البدنية، فقد جاء عطاؤه أحيانا متأرجحا و لكنه يرتفع بين مباراة و أخرى .
و جرب أحمد الفريدي لكننا نرى أنه بصدد – ترسيم – ياسر الشهراني، لتبقى المعادلة دوما تحتاج إلى معرفة مدى قدرة عبد العزيز و الشهراني أو الفريدي في تفعيل هذا الوسط الذي عليه أن يساعد دفاعيا و أن يصنع اللعب، و أن يناور و يتخذ القرارات في التنفيذ أو التمرير الحاسم .
أما ثنائي الهجوم فإن البرازيلي لوبيز نال العلامة الكاملة لأنه أتبث أنه مهاجم من طراز رفيع، ليظل كومبواريه حبيس الاختيار بين من سيكون إلى جانب ويسلي هل الهداف المستحيل ياسر القحطاني، أم الديناميكي المتحرك الكوري لي سونغ سو لكنه يهدر كثيرا من الفرص .
و هنا نجد أن قناعة المدرب الفرنسي قناعة هجومية فهو لم يلتجئ يوما إلى تسليح وسط الميدان بقوة دفاعية فولاذية، و لكنه في نفس الوقت يبحث عن التوازن بين الدفاع و الهجوم و يعالج الأخطاء و خصوصا الفردية، و يسعى للتدفق الهجومي بمعية الظهيرين الزوري و البيشي وبواسطة عبد العزيز و ياسر الشهراني أو سالم أو الفريدي إلى جانب ويسلي و القحطاني أو الكوري.
و هي منظومة قد تكون جيدة بالتجانس و بسرعة التنفيذ و النداء الذكي و المتواصل على الكرة، فأحيانا تحس أن لاعبي الهلال يؤدون واجبا و كأنهم واقفون لا يتحركون و لا ينادون على الكرة و يتم التمرير بشكل مفضوح كما يسمونه التمرير التيلفوني ..ألو ..أنت هناك ..سأعطيك الكرة ..خذ، و هو أمر يسهل كثيرا جدا على الخصم قطع الكرة و الاستحواذ على اللعب .
و نعرف أن أي مدرب في العالم هو في حاجة إلى الوقت ليغرس قناعاته الفنية في اللاعبين و قناعة المدرب اتضحت، ليطل التساؤل هل هذه القناعات بإمكانها أن تمنح الهلال التصدر و الاكتساح، أم أنها مع كل الذي ذكرنا ستظل حبيسة تجارب أخرى و تبحث عن تجانس و عن فعالية، و سيتعملق هذا السؤال أكثر عندما نعلم أن الشارع الرياضي الهلالي أصبح يردد اسم غريتيس، و هي عملية مؤثرة لا على المدرب و لا على اللاعبين و قد تؤثر عل أصحاب القرار الزرق ..قد ..؟
انت عشقي الاول و الاخــير,,
الهلاإل